الباحثون عن السلطة بسوريا بأي ثمن

الباحثون عن السلطة بسوريا بأي ثمن

أكدت مصادر سورية معارضة شاركت في اجتماع الدوحة المعلومات التي تحدثت عن ضغط قطري مورس على المعارضين السوريين في اجتماع الدوحة للتوقيع على تشكيل الائتلاف المعارض الجديد، كبديل عن المجلس الوطني، وهو ما وصفته بعض المصادر بأنه تنفيذ حرفي للأجندة الأميركية التي دعت على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى إعادة صياغة اطار جديد للمعارضة السورية بعد فشل تجربة المجلس الوطني، وهذا ما ترجم في بداية اجتماعات الدوحة بالتهديد الذي وجهه رئيس حكومة قطر حمد بن جاسم للمعارضين المجتمعين وتوجه اليهم قائلا "إما أن تتفقوا فيما بينكم أو تقلكم الطائرة إلى دمشق فورا".وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية "النقاب عن أسرار الساعات الأخيرة من المفاوضات والنقاشات الماراثونية التي جرت بين أقطابها في الدوحة، ‏قبل التوصل إلى توقيع الاتفاق على تشكيل جسم سياسي موحد لها، تحت مسمى "الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية"، مشيرة إلى أنه "تم فرض ما يشبه الاقامة الجبرية على أقطاب المعارضة، حيث قال لهم منظمو المؤتمر القطريون: لن تغادروا قبل التوقيع، وتم ممارسة ضغط هائل، حتى نجح المعارضون في النهاية في التوصل الى توقيع الاتفاق".وأشارت إلى أن "المناقشات استمرت مساء يوم السبت الماضي داخل قاعة مغلقة، حتى ما قبل فجر الأحد"، لافتة إلى أن "ممثلين عن الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الداعمة والإمارات، فضلا عن القطريين بالطبع، كانوا يتابعون الاجتماعات في الدوحة عن قرب، حتى تم توقيع الاتفاق مساء الأحد".
وتساءلت مصادر المعارضة السورية عن "سبب عدم وجود ممثل لمصر لمتابعة الاجتماعات"، مؤكدة أن "هناك حالة من الشك فيما إذا كانت القوى الغربية الداعمة للاتفاق سوف تفي بوعودها بتقديم أسلحة نوعية متطورة (للجيش الحر) لمواجهة القوات السورية، خاصة أنه لا توجد ضمانات قاطعة تؤكد حدوث ذلك".
وكشفت المصادر أن "أحد أبرز نقاط الخلاف التي شهدتها الاجتماعات، بين المجلس الوطني برئاسة جورج صبرا وهيئة المبادرة برئاسة رياض سيف، هي مسألة تسليح المعارضة السورية، حيث أصر المجلس الوطني على وجود ضمانات محددة، في حالة انضمامه للاتفاق، لحصول (الجيش الحر) على الأسلحة المتطورة من الغرب، خاصة أن المجلس سبق أن تلقى وعودا كثيرة بذلك من الدول الغربية، لكنها لم تنفذ".
من جهة أخرى أكد ميشال كيلو أن موقفه من تشكيل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي أُعلن عنه من الدوحة يرتبط "بما سيفعله هذا الائتلاف ونحن ننتظر وسنبني موقفنا على النتائج التي تترتب على ذلك، وليس المهم التنظيمات وإنما الأفعال".ولفت كيلو الى أن الاجتماعات التي أجراها المجلس الوطني الأسبوع الماضي "لا علاقة لنا بها لسنا جزءاً منها، نحن ديمقراطيون، والمجلس إسلامي، نحن مستقلون والمجلس تابع لدول أجنبية تموّله وتسهر على استمراره بعدما شكّلته. ونعتقد على كل حال أن المجلس يلهو في القضية السورية ويراهن على خراب البلد، وهو جزء من هذا الخراب".ورأى أن خطر "الصوْملة" الذي أشار اليه المبعوث الأممي-العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي "غير وارد"، مؤكداً أن "مخاطر النموذج الصومالي غير قائمة في سورية لأن السوريين ليسوا مستعدين للدخول فيها، كما أن العالم لن يسمح بها"، موضحاً أن "سورية مهمة جداً للأمن العالمي ولاستقرار الشرق الأوسط عموماً والعربي خصوصاً"، مضيفاً: "هناك خطر انفلات يترتّب على دمار هائل يحل اليوم في البلد والشعب، وبالتالي خطر مأساة إنسانية هائلة تشبه ما حدث في الصومال، أما انقسام سورية على جبهات تتحارب إلى ما لا نهاية ، فهذا ليس خطراً ماثلاً".وإذ شدد كيلو على تحولات مرتقبة في الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية قائلاً "ثمة تحول، وإن كنت لا أعرف مداه، وأعتقد أنه سيكون تصعيدياً ضد النظام"، أكد أن "الأميركيين لا يريدون المجلس الوطني لاعتقادهم أنه لم يفعل شيئاً يؤهله لأن يكون فاعلاً في مستقبل الأزمة السورية، ويريدون بديلاً له".

\\ ابوفاتح \\