هل تستحق سورية العرب كل هذا ؟؟؟

هل تستحق سورية العرب كل هذا ... ؟؟؟

بطبيعة الحال هذا السؤال هو من يقسم الشارع العربي إلى نصفين نصف مع ونصف ضد وبطبيعة الحال تعمل عديد وسائل الإعلام العربية التي لها انصهار في المشروع الأمريكي أن توحي للجميع " موالاة و معارضة " أن القياد في سورية هي سبب الحالة الراهنة لذا تعمل هذه القوى العربية او العبرية ومعها كل دول المشروع الصهيو امريكي على محاولة إسقاط رأس النضام وهذه الرغبة ليست وليدة الحراك السياسي الأخير بل هي رغبة قديمة جداً في عقول الغرب والصهاينة تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي
وبكون الصراع بين الطرفين هو صراع وجود وليس صراع حدود…هم لا يتحدثون طبعاً الآن ؟ إن الرئيس حافظ الأسد قد تعرض إلى عدة محاولات لإسقاط نظامه وتم تشويه صورته مثلما يحدث وما نراه هذه الأيام في إعلام التشويه والخداع البصري…هم يركزون فقط على مشاعر الشعوب العربية الطامحة للحرية والكرامة خاصة بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي ليختلقوا منها شماعة للتصويب على القيادة العربية السورية كونها نظاماً ديكتاتورياً كما يزعمون . يستحق الرحيل مع الراحلين . للدولة السورية
سيئات وأخطاء كثيرة تناقلتها بعض طبقته المثقفة الواعية ونسبت هذه الأخطاء عن حسن أو سوء نية وهذه الأخطاء يعرف الجميع أنها أخطاء كل النظم العربية دون استثناء وهي أخطاء تراكمت مع الأيام بفعل بعض العقليات الانتهازية أو بعض رموز السلطة التي رأت نفسها في مواقع تتيح لها الخطأ بدون محاسبة خاصة أن كل الدول العربية تفتقر إلى المؤسسات الرقابية الفاعلة كما يحدث في الغرب…لعلكم تذكرون أن كل الدول الغربية دون استثناء ومن بينها العدو الإسرائيلي كانت تتحدث عن كون سورية تمثل الرقم الصعب و المحاور الذي لا يمكن القفز عليه في الصراع العربي الصهيوني ولعل بعض الإشادات الغربية بهذا النظام ما زالت في بعض الأذهان وهذه القراءات والمواقف السياسية كانت تعلم جيدا طبيعة القيادة بحكم التقارير اليومية التي تنقلها السفارات الأمريكية و الغربية و أفرع المخابرات المختلفة و لذلك لا يمكن القول أن هذه الدول المعادية قد اكتشفت هذه الطبيعة العدوانية بمحض الصدفة أو بمجرد خروج البعض إلى الشارع. لنفترض جدلا أن " المشاعر" الغربية صحيحة وبعض " المشاعر الخليجية " صحيحة أيضا ونقول أن هذا النظام فاسد ويستحق الرحيل فلماذا يركزون على ذهاب رأس النظام فقط ويصنعون منه شعار المرحلة والحال أن المشكلة لن تحل إطلاقا برحيل رأس النظام لأن مشاكل المواطن كانت مع إدارة ومؤسسات وليست مع رأس النظام وأن الرئيس الأسد مهما أصدر من قرار وتوجيه لن يستطيع التوصل إلى نتيجة إذا كان النظام مهترئا وبيروقراطيا…بالعربي الفصيح لماذا رأس النظام مطلوب وبقاء النظام بما يعنيه الأمر من حزب حاكم و مؤسسات تعانى لا يهم جماعة البر والإحسان الرابضين على التخوم التركية..بالطبع لان المشكلة تتعدى بكثير المطالب الشعبية السورية المحقة لتطال رأس الفكر السوري ورأس العقيدة السورية ورأس الدور السوري الذي يمثله الرئيس السوري خاصة في نظام عربي كغيره يكون الرئيس هو الوحيد المحدد للتوجهات السياسية…هذا هو السبب وإذا عرف السبب بطل العجب. ماذا يعنى قبول شركة الأعمال الخيرية الأمريكية الصهيونية بالسيد فاروق الشرع و طرحه حلا للمشكلة السورية… طبعا لان المطلوب ليست الحرية ولا الكرامة بل رأس النظام ولا يهم من يأتي بعده لأنه بالطبع سيكون لينا طيعا على شاكلة حميد قرضاى في أفغانستان هذا مع تأكيدنا الصريح على أن السيد فاروق الشرع لن يقبل بهذا الحل لأنه يحمل نفس قناعات الرئيس والنظام الذي هو جزء فيه …بالطبع يعرف النظام السوري قبل غيره أنه يستحق ما يحدث له وأكثر لان الطريق الصعب يتطلب تضحيات جسيمة أصبح الشارع السوري نفسه يتضرر منها و مع الوقت هناك بؤر توتر واحتقان لان الأجيال الجديدة لها طموحات وأفكار مشوشة بفعل غزارة المادة الإعلامية التحريضية و بفعل ثقافة الإحباط والتسخيف التي يعتمدها البعض مشروعا كامل الأوصاف لدفع الوجدان العربي نحو السقوط في المشاريع الهدامة بل أن مشروع الفوضى الخلاقة يحمل في طياته كثيرا من الأفكار البراقة التي تجعل البعض يسقط دون شعور في ميولات فكرية تتضارب تماما مع مشروع المقاومــة و الممانعة الذي بدأ البعض يحس أنه يلاقى صعوبات في بعض الأذهان المتأمركة. لعل الكثيرين في الغرب اليوم يدركون أن النظام السوري قد نجح في الصمود رغم قوة .. وشراسة الهجمة بل هناك من يفكر أنه سيخرج منها منتصرا وأكثر صلابة ولعل الجميع قد لاحظ عديد التغيرات الجذرية البطيئة في الخطاب و المواقف السياسية إذ لم يعد مطروحا الحديث عن رحيل النظام بل عن حل سياسي تحت سقف النظام…لم يعد مطروحا خيار المناطق العازلة…لم يعد مطروحا وقف العمليات العسكرية …لم يعد مطروحا التفاوض بشروط…لا يشك الكثير في أن مهمة السيد الأخضر الابراهيمى قد عرت حقيقة المؤامرة الخليجية الغربية وكشفت للعالم أن هذا النظام لم يقترف ما يستحق عليه كل هذه الجرائم ضد الإنسانية و كل هذا التدمير وأن الإصلاحات و لئن كانت مطالب محقة لا تستوجب إسقاط النظام بل إصلاح عيوبه و البناء عليها ولعل الهدنة الخيرة قد عرت طبيعة المرتزقة الإرهابيون و طبيعة هذه الفسيفساء المتنافرة المتضادة التي تتحرك بالريموت كونترول الأمريكي الخليجي دون مشروع حضاري واضح وقيادة موحدة مقبولة من نفس مكوناتها. سوريا….هل يستحق النظام ما يحدث .. مع اختلافنا مع السيد هيثم مناع في أفكار وتوجهات معينة فإننا لا ننكر أن الرجل يطرح أفكارا جديرة بالاحترام تمثل قاعدة للحل السياسي و رؤية قابلة للتنفيذ تلبى مطامح الشعب السوري بكل أطيافه… من يقف مع السلاح ليصل إلى الحل لن يصل حتما إلى أية نتيجة…من يقف مع الخارج المتآمر ضد وطنه طبعا لن يجد صدى لدى الشارع… من يطرح أفكارا مغالية لا ينتظر من الآخرين مرونة ولا تفهما…
على مر التاريخ كانت سوريا في وجه الأعداء والمخططات وعلى مر التاريخ القادم ستبقى سوريا محط أنظار العالم والرقم الصعب الذي تتكالب عليه الأعداء ويرفع له الأحرار القبعة بكل الاحترام…

\\ ابو فاتح \\