المؤامرة ستنقلب على المتآمرين

المؤامرة ستنقلب على المتأمرين

09‏ آذار‏، 2013

أوقات الشام
برهنت جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة على أن الأمور لم تنضج بعد على صعيد التسوية الدولية حول سورية، فالتصريحات المتقلّبة التي أدلى بها كيري كشفت بوضوح أن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تغلّب مبدأ إعطاء المزيد من الوقت إلى حلفائها المتورّطين في الحرب على سورية، بمحاولة تغيير المعادلات الميدانية حسب اعتقادهم وأوهامهم، قبل الاتفاق على توقيت لقاء الرئيسين بوتين وأوباما المرتقب، والذي يقول بعض الخبراء إنه قد يكون المحطة الأولى في إطلاق تفاهمات بين الجبارين، تترجم بإجراءات وتدابير تلبّي شروط عملية لوقف العنف، والتي طرحها الرئيس بشار الأسد في رؤيته للحل السياسي، أي ان تعلن الإدارة الأميركية بكل وضوح تصميمها على إلزام حلفائها في المنطقة بالكف عن إرسال الأسلحة والمسلحين والأموال لتعزيز قدرة العصابات الإرهابية على الأرض السورية.
التصريحات التي أدلى بها الوزير الأميركي خلال وجوده في المنطقة، وما صدر عن الجامعة العربية، جميعها تمثل إشارة واضحة إلى وجود قرار أميركي ـ قطري وتركي بالتصعيد في سورية، وفي الأصل يقول الخبراء إن آلة الحرب التي تديرها الولايات المتحدة من غرف العمليات الموجودة في تركيا، واصلت عملها طوال الفترة الماضية، على عكس ما أوحت به التصريحات الأميركية منذ تعيين جون كيري وزيراً للخارجية، والكلام عن تأييد الحلّ السياسي.
المعضلة الرئيسية التي تواجه حلف العدوان، هي أن مأزق الحرب على سورية ليس ناتجاً عن نقصٍ في المال أو السلاح أو المسلّحين، فالحقيقة التي بات يعرفها العالم وتعترف بها الأمم المتحدة، هي أن قوة العدوان على سورية مكوّنة من 50 ألف مقاتل أجنبي وعشرات آلاف المسلحين المحليين، وقد حُشد الإرهابيون الأجانب من 29 دولة في العالم، وبالتالي فإن كميات السلاح والأموال ما تزال تتدفق على سورية، تغذي هذا الجيش من الإرهابيين، والذي تعتبر «جبهة النصرة» القاعدية والجبهة الإسلامية المتطرّفة القوة الأكثر تنظيماً داخله، وخلال المعارك الأخيرة التي خاضها الإرهابيون تولّت القوات التركية الحكومية فتح بوابات الحدود لتسهيل عبور الشاحنات الضخمة المحملة بآلاف الإرهابيين، وبكميات كبيرة من الأسلحة، في حين أن شبكات الاتصالات المتطوّرة الأميركية والفرنسية التي تربط الجماعات الإرهابية بغرف العمليات وبقادتها الأميركيين، تعمل ليل نهار على تزويد العصابات الإرهابية بالأوامر والأهداف والخطط، وهي التي تحمل إليهم روزنامة الأهداف في جميع الأراضي السورية، بناءً على الرصد الجاري عبر الأقمار الصناعية وأجهزة المخابرات المشاركة في التآمر على سورية.
المرحلة الفاصلة التي تندفع إليها الحرب العدوانية على سورية ناتجة عن تقديرات المتورطين في المنطقة، بأنهم سيدفعون ثمناً كبيراً للهزيمة، وأن التسوية التي يتجه الأميركي لقبولها إذا فشلت المحاولة الجديدة لتعديل التوازنات على الأرض، والتي وافق عليها الوزير كيري، وهي ستفشل بالطبع، تقوم على مبدأ التسليم ببقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه والرضوخ الأميركي لآلية الحلّ التي طرحها الرئيس الأسد ودعمها حلفاء سورية، وهذه الحصيلة في نظر حكومات «إسرائيل» وتركيا وقطر ستكون كارثة وتحطيماً للرؤوس الكبيرة الحليفة للغرب في المنطقة، حيث أن خروج الرئيس الأسد منتصراً من حرب عالمية كبرى، سيجعل منه مارداً عربياً لا يُقهر وسينقل التداعيات إلى داخل الدول المتآمرة في العدوان على سورية، كما سيمثل نهوضاً جديداً لمنظومة المقاومة، وهذا بالذات ما يرعب «إسرائيل» التي تتحرّك مخابراتها على الأرض السورية بالتعاون والتنسيق مع مخابرات دول إقليمية، في تنفيذ عمليات التخريب ومحاولة ترميم أوضاع العصابات الإرهابية، وأجهزة الرصد التي تم اكتشافها من قبل المخابرات السورية الموضوعة على إحدى نقاط الساحل السوري، تبيّن أنها «إسرائيلية» هدفها تزويد المجموعات الإرهابية بكل المعلومات التي تتلقاها، دليل واضح على مدى التورّط «الإسرائيلي» في أحداث سورية.
مأزق العدوان على سورية لم يعدو مرتبطاً بكميات السلاح والمال، بل هو مرتبط بحقيقة الشعب السوري الداعم لدولته وصلابة الجيش السوري الذي تتأكد قوته أكثر فأكثر في ظل مساندة شعبية كبيرة، وحيث يتضح لمن يفهم، أن المنظومة السورية التي يقودها الرئيس بشار الأسد عصية على الكسر، وهزيمة المتورّطين في الفصل الأخير سترفع الكلفة التي يتهرّبون من دفعها عبر ارتكاب المزيد من المغامرات والحماقات، فما هو مقبول من سورية وروسيا وإيران الآن، لن يكون مقبولاً غداً في أية تسوية كانت.

\\ ابوفاتح \\

» نعوة المؤامرة على سورية
» نظرية المؤامرة ام مؤامرة النظرية؟ ...
» حلم سوريا الاقتصادي ... الرد الاقتصادي الأقوى على المؤامرة
» مسلسل المؤامرة على سوريا ..... تفاصيل و مخططات التحرك على الأرض .....
» رغم الحزن والضغط النفسي طلاب سوريا يردون على المؤامرة