الأسعار في رمضان.. لم تكن بالحسبان..18 ألف ليرة نفقات الأسرة البسيطة على موائد الإفطار

رغم الحديث المتكرر عن استنفار عناصر حماية المستهلك من أجل ضبط الأسعار في رمضان، والأسطوانة المتكررة لغرفة تجارة دمشق حول مخاطبة ومناشدة التجار للرأفة بالمواطن الصائم، فإن بعض أسعار المواد حلّقت مستفيدة من زيادة الطلب في هذا الشهر الفضيل...



فقد وصل سعر الليمون في الأسواق إلى حوالى 100 ليرة ولحقته أسعار البرتقال والسبب حسبما يشير إليه تجار سوق الهال يعود إلى زيادة الطلب وخاصة من قبل بائعي العصائر والمستهلكين على حد سواء. ‏



ولم ير المستهلك بداً من اللجوء إلى العصائر المنتشرة على البسطات والتي يعبأ بعضها بأكياس نايلون وبعضها الآخر بقوارير بلاستيكية.. فقارورة «الجلاب» أو «التمر هندي» أو «التوت» أو «الليمون بحامض الليمون» ثمنها خمسون ليرة فقط.. لكن الجودة والنظافة المأمولة من هذه الشرابات «على الله».. بعيدة عن أعين الرقابة ودهاليز «التحليل». ‏



وحتى أسعار البندورة والخيار التي يفترض أن تنخفض في هذا الوقت من الصيف حيث موسمها فإنها تتراوح بين 20 إلى 25 ليرة. ‏



وكذلك الكوسا والباذنجان التي لم تنخفض عن 25 ليرة للكغ الواحد.. أما مادة «البامية» فقد أصبحت «مأكول الباشوات» بعد أن ارتفع سعر الكغ الواحد منها إلى 125 ليرة. ‏



مائدة بسيطة ‏



وليس خفياً على أحد أن مصروف العائلة في شهر رمضان يزداد وقد يتضاعف نظراً لما تتطلبه المائدة الرمضانية عند الإفطار من تنوّع في المأكل والمشرب.. وإذا أردنا حساب ما تنفقه أسرة متوسطة الدخل على مائدة الإفطار البسيطة فإننا نرى أنها تنفق على الأقل ستمئة ليرة لشراء بعض مستلزمات هذه الوجبة. ‏



فمن بين الأطباق الرمضانية الشهيرة التي تعتبرها العائلة «لا غنى عنها» طبق الشوربة وإذا اختارت العائلة أن تتألف من العدس فإنها بحاجة لشراء واحد كغ من العدس ثمنه 60 ليرة على الأقل. ‏



أما طبق الفتّة بسمنة فيحتاج إلى أكثر من مئة ليرة ثمناً لنصف كغ من الحمص الحب ونصف كغ مسبحة (سعر الأول 30 ليرة والثاني 45 ليرة )بالاضافة الى 15 ليرة ثمناً لربطة الخبز.. هذا إذا حسبنا أن ثمن السمنة التي ستسكب على الفتة (ملعقة واحدة) هو عشر ليرات فقط. ‏



وفي حال أرادت العائلة البسيطة شراء زجاجتين من الشراب المعروض على البسطات في الأسواق فإنها تدفع مئة ليرة. ‏



أما الطبخة الرئيسية ولنختر أبسطها: الرز ببازلاء فإنها تحتاج على الأقل لأوقية ونصف لحمة ثمنها 240 ليرة (إذا كان اللحم غنماً) ولشراء واحد كغ رز ثمنه ما بين 55 – 60 ليرة (مصري).. أما البازلاء فقد كلّفت العائلة على الأقل عند تموينها خمسين ليرة.. وبحسبة بسيطة نجد أن الأطباق السابقة تكلّف العائلة ستمئة ليرة على الأقل، هذا من دون الحديث عن التمر وعن إضافات الطبخة سواء سمنة أم زيتاً.. وبالطبع فإن العائلة البسيطة لن تفكّر بإضفاء النكهة على طبختها ببضع من حبّات «الصنوبر أو اللوز أو الفستق الحلبي».. لكنها تكتفي باللبن الرائب الذي وصل ثمن الكغ منه إلى خمسين ليرة سورية. ‏



نعم هي مائدة بسيطة مؤلفة من شوربة وفتة وطبخة واحدة تحتاج إلى أكثر من ستمئة ليرة.. أي أنه بشكل وسطي تحتاج العائلة إلى 18 ألف ليرة سورية لتلبية حاجة مائدة رمضان الذي لا يخلو من الدعوات و«العزائم» بين الأهل والأقارب الأمر الذي يرفع فاتورة الإنفاق أكثر.. لن نتحدث عن تكلفة السحور وسوف نعتبر أن العائلة تتناول على السحور ما تبقى من شوربة و«فتّة» الإفطارأي أن الإنفاق في رمضان على الفطور شهرياً يتجاوز 18 ألف ليرة دون حساب الإنفاق على الاتصالات والتنقل وفواتير الكهرباء والماء وغيرها. ‏



نتمنى على التجار أن يكونوا أكثر رحمة وعلى عناصر حماية المستهلك أن يصبحوا أكثر حزماً.. وندعو للصائم وعائلته بالقدرة على تدبير الأحوال.. وأن يتقبل الله صيامهم.