كيف نقرأ الخبر السياسي ... وكيف نتعاطى مع سيل المعلومات التي تبثة الأخبار ...

مرت على سوريا أيمام عصيبة ... من التآمر الداخلي و الخارجي ... العربي و الأجنبي ... ولكنها بالمقابل أيام مفيدة كما أراها ... وستعود بالخير العميم على البلاد إذا ما تمكنا من تجوزها ....و أصبحنا قربين من تجاوزه بحكمة القائد ووعي الشعب ....
ولكن ...أحب أن أضيء في هذا الموضوع إلى أحد الدروس التي يمكن أن نتعلمها من الأزمة ... و أرجو من كل من يقرأ الموضوع الإدلاء برأية ووجهة نظره....


علمتنا الأحداث في الأيام الماضية بأن لا نتبنى أي رأي يعطى على الإعلام بأنه الحقيقة المجردة .... فقد تبين لنا بالدليل القاطع بأن المؤسسات الإعلامية لها مشاريعها و مشغليها ... وهي بذلك تسعى لهدف محدد وليس لنقل الواقع .... ومن هنا يجب أن يكون لدينا بعض الحكمة في تلقي أي خبر يبث أو ينشر على أي وسيلة إعلام مهما كانت .... وإعمال الفكر و المنطق به قبل تبنيه و الاقتناع به أو رفضه ..... و على الرغم من أنه ليس بمقدور الجميع أن يحلل الأخبار و الأحداث و يجمع الجزئيات ويربط فيما بينها ._ وهذا بالمناسبة ما تعتمد عليه بعض الوسائل فتلقي بالأخبار والتناقضات لأنها تعلم بأن المتلقي سيتقبلها دون تحليل _ ولكن يبقى تفكير كل فرد بالأحداث بشكل مستقل والاستماع إلى أكثر من وجهة نظر و النظر من أكثر من زاوية ومنظار يساعد الأشخاص و الأفراد العاديين مهما كانت درجات قدرتهم على التحليل على الاقتراب من الحقيقة ..... وهنا كي نكون منطقيين وواقعين في آن واحد .... يجب أن نعلم بأنه واهم من يظن بأن الحقيقة الصافية يمكن في حال أن تنشر عبر وسائل الإعلام ....وخاصة في الجانب السياسي ... حيث كل طرف يظهر من الحقيقة القدر المناسب لخدمة مصالحة البعيدة ....وهنا لا نقول بأن هذا الأمر خاطئ لأن السياسة لها قوانينها ...ولكن نقول ذلك كي يعلم الآخرين بأنه يجب عليهم عدم تبني كل ما ينشر على أنه الحقيقة ...... وفي هذا السياق سأورد شاهدا بات يعرفه الجميع بحكم الأزمة في سوريا .... وكيف تم إلقاء القبض على بندر بن سلطان في دمشق و الذي له علاقة وطيدة في إغتيال مغنية آن ذاك ... ومن يذكر في تلك الفترة كيف أعلنت السلطات السورية أن لديها أدلة قاطعة على قتلة عماد مغنية وتورط واضح للموساد و استخبارات عربية .... ولكن في النهاية أظهرنا من الحقيقة القدر الكافي لخدمة مصالحنا وأخفينا نبأ اعتقال بندر ... ثم استفدنا من هذه الورقة فيما بعد سياسيا ......في فك الحصار الذي كان مفروضا آن ذاك وكلنا يذكر وكيف شكلت الحكومة اللبنانية .....وزارنا ملك السعودية .....وعاشت سوريا فترة جيدة من الاستقرار في 2009 بشكل مفاجئ ..... و أنا إذ أورد هذا المثال فلكي أبرهن للجميع بأن الحقيقة الكلية في السياسة خاصة لا يمكن أن تنشر على وسائل الإعلام مهما كانت ... لأن المعادلات الدولية لا تسمح بذلك ... ولكن يمكن أن نطلع عليها إلى حد ما إذا كنا من النشيطين على الإنترنت خاصة في تتبع و ملاحقة هذه المعومات .... وعلينا أن نعرف دائما أنم من يقوم بهذا التتبع قلة ... وبالتالي من يملك رؤية واضحة للحقيقة قلة .....


ومن هنا أريد التأسيس لأمر مهم ....فبعد أن علمنا بأن الرأي العام ومعظم المواطنين هم من الأكثرية التي لا تحاول متابعة الخبر للوصول لجذوره .... وبعد أن علمنا بأن الحقيقة لا يمكن أن تظهر على وسائل الإعلام .... وبعد أن علمنا أن لكل طرف أجندة ومنهج وهدف يجند له وسائل إعلام وكتاب وصحفيين ومال و,,,,, فهنا تقع المهمة على القلة التي تعلم ... القلة الواعية ..... في محاولة نشر كل ما يمكن أن يخدم مصالحنا ....

وهنا أقول بصراحة كاملة بأنه يجب علينا الإضاءة إلى الجانب من الحقيقةالذي يخدم مصالحنا .... ومحاولة تخميد الجانب الذي يضر بالمصلحة الوطنية ..... وهذا ليس تزييف أو مكر أو خداع ...لأن مصلحة الوطن أهم من كل أمر ...و التي أعتبرها شخصيا استقرار الوطن ولأن الطرف الآخر بالأصل لا يتمتع بتلك المهنية و الموضوعية ... وكلنا رأى حجم الفبركات و الكذب الذي كان موجها لخدمة مصالحهم ...و بالتالي علينا أن نعلم مصالحنا ونعمل من أجلها .... وعلى سبيل المثال ....
بالنسبى للأحداث التي جرت في سوريا ..... قد يكون بعضها أخذ منحى طائفي لحد ما ... بالإضافة للعصابات المسلحة ... ولكن ليس من مصلحة الوطن أن أضيئ إلى الجانب الطائفي كي لا يكبر و ينتشر .....بل أحاول التركيز على جانب يوحد الشعب و الوطن .... وهو العصابات المسلحة التي تهدد أمن الوطن وبالتالي يتحد الشعب لمكافحتهم .... لأن هذا الأمر هو الذي يخدمني في محاربة إسرائيل ...و المؤامرة .....

وأنا هنا أحاول التكلم بصراحة ...بعيدا عن الشعارات وبأن قناة محددة تظهر كل شيء من الحقيقة و الأخرى تغييب كل شيء .... لكي نفهم بأن القضية قضية مشروع فلنا مشروعنا الذي نحاول الدفاع عنه بكل الوسائل ... ولهم مشروعهم .... ولكن يبرز الذكاء الإعلامي حين تحالول أن تقوي فكرتك و الجانب الذي تسعى له دون إنكار الجانب السلبي ... وإنما محاولة التقليل من شأنه ..... ويبرز الغباء الإعلامي حين تحاول أن تتبنى فكرتك فقط ... وتهمل كل الأفكار الأخرى بحيث تفقد المصداقية ....

في الختام أتمنى من جميع الشباب السوري بأن يتحلى بالوعي ويساهم في نشره ... وأتمنى أن نكون فاعلين لا منفعلين ... وأن نبادر للفعل لا أن نبقى في حيز رد الفعل ... . وأدعو الجميع ليحاول فهم القضايا من حوله بالنظر لكل الأطراف كي لا نندم في يوم من الأيام بأنه جرى اللعب فينا وتسخيرنا في جهة كنا نظنها الصواب ولكنها الخطأ ... وجرى دفعنا في قضية ظاهرها خير وباطنها تآمر .... ليكن لدى الجميع ثقافة الإنترنت ومحاولة تصيد الأخبار من هنا وهناك ... ومحاولة فهمها ونشرها بما يخدم مصالحنا .... ولتبقى مصبلحة الوطن هي الأساس ....فالأعداء لا يوفرون طريقة في محالولة التآمر على هذه القلعة الحصينة .... ونحن نراهم كيف يتسكعون بكل وقاحة في مجلس الأمن و المجالس الدولية لمحاربة سوريا ...وفرض عقوبات عليها في حين المذابح و القتل الواضح و الموثق في مناطق أخرى لا تتخذ بحقه أي تدابير ....وهنا نعود لقضية المصلحة وأن كل دولة تتعامل على أساس المصالح وتظهر من الحقيقة وتتبنى من الآراء الشيئ الذي يخدم مصالحها ... ولذلك يجب علينا أن نعي مصالحنا ... وأن نتجه إليها .... ونعمل لأجلها ....


يمكن المشاركة في الحوارر حول نفس الموضوع عبر الفيسبوك عبر الرابط ...
https://www.facebook.com/topic.php?topic=143&uid=155883647800832

المصدر : آراء و تحليلات شخصية anmar abbas

شكراااااااااا الك
واكيد لازم يكون الاعلام السوري قوي ويكشف جميع المؤامرات
ويذكر اسماء الدول والامراء من دون خوف...