مفردات نصر الجيش العربي السوري على الإرهاب ...
دام برس :
أعترف بأنني كمتابع للأزمة السورية منذ بدايتها قد أخطأت في تقييم الأزمة وحجمها و قوتها ويشاركني في هذا الخطأ الكثير ممن حاورت وناقشت .
أخطأنا لأننا اعتقدنا بأن ما تشهده سوريا هو أزمة صغيرة قياسا لقوتنا كدولة أعدت الكثير من القوة للمواجهة الخارجية وأعني حربا قادمة لابد أن تحدث يوما بيننا وبين الكيان الغاصب الصهيوني , واعتقدنا مخطئين بأن عمر هذه الأزمة لن يطول
وسندفن الفتنة التي زرعها أعداء سوريا بين الأخوة .وهنا لابد لي من الاشارة إلى القراءة الصحيحة للسيد الرئيس في بداية هذه الأزمة عندما خاطب أهل درعا وقال لهم" أنا لا أحملكم مسؤولية ما حدث ولكني أطلب منكم أن تكونوا شركائنا في وأد الفتنة " وعندما حلل الأزمة وظروفها وقسمها تقسيما دقيقا إلى بعد داخلي تعاملنا معه ومع مطالبه المحقة بالاصلاح, الذي هو مطلبنا جميعا, وبعد خارجي تم تركيبه على هذه الأزمة هدفه النيل من وحدة سوريا البشرية و الجغرافية , وقد أضحى هذا البعد هو البعد الرئيسي في الأزمة بعد سحب الذريعة التي حملها البعد الأول وهو الاصلاح .وقد تلازم البعد الأول مع البعد الثاني منذ بداية الأزمة , الا أن طول الأزمة قد أدى إلى تلاشي البعد الأول , وبرز بوضوح البعد الثاني وهو البعد الذي تم تركيبه على البعد الأول الاصلاحي , وظهرت الأصابع الخارجية التي تعبث بالداخل السوري بوضوح , كما ظهرت الأجندات التي ركبها الخارج على مطالب الاصلاح الداخلية , فظهرت بجلاء الأطماع التركية العثمانية بالشمال السوري , والاطماع الامريكية الصهيونية في تفتييت سوريا عبر أدواتها من الرجعية العربية
وأعني مشيخات الخليج والتي تعهدت بتمويل الحرب الطويلة في سوريا عبر تمويل صفقات الأسلحة النوعية والمتطورة وتجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى سوريا, فيكون الغرب الاستعماري وربيبته الصهيونية العالمية قد حققوا عدة أهداف دفعة واحدة , ليس أولها هدر الإمكانات العربية المتمثلة في الوفرة المالية النفطية في دول الخليج العربي ولن يكون آخرها معالجة الأزمة المالية التي تعاني منها هذه البلدان عبر بيع السلاح الغربي لهؤلاء المرتزقة وتشغيل معامل السلاح في تلك البلدان وامتصاص البطالة التي تفتك بتلك المجتمعات مرورا بإضعاف سوريا بعد أن استحال عليهم اسقاطها , كما فعلوا في الدول الأخرى التي أزهر ربيعها دما .لقد بين السيد الرئيس بشار الأسد بوضوح بأن الخارج استفاد من مكونات داخلية سهلت له البدء بتنفيذ مخططهم الخبيث في استهداف سوريا فقد توفر لهم منذ بداية الأزمة عددا من المطلوبين للقضاء وعليهم أحكاما قضائية بلغ عددهم في حينه ستون ألفا من المطلوبين وجدوا في الأزمة فرصة للخلاص من هذه الاحكام , كما تم تجنيد أعدادا أخرى تحمل فكرا تكفيريا وجد تربته الخصبة في هذه الازمة فمد أذرعه الخبيثة إلى الأطراف الخارجية المتمثلة بالقاعدة وأخواتها وتساقطت فتاوى الجهاد في سوريا تساقط المطر , فجاء الى سوريا كل الممنين أنفسهم بالجنة وحورياتها وأنهار الخمر الجارية فيها من كل حدب وصوب , وأن أغلب القادمين هم مقاتلين أشداء جرى تدريبهم تدريبا عاليا اعتبارا من ذهابهم إلى افغانستان لقتال الروس وصولا إلى ليبيا مرورا بالشيشان وحرب البلقان .إذا ما حدث في سوريا ويحدث إلى اليوم هو حرب كونية , تقودها دول إرهابية ومنظمات إرهابية , وتنفذها أيادي الجهلة مغسولي الدماغ الممتلئة أدمغتهم بجهاد الشهوة , والتعبير الأقوى الذي يصف حالهم هو ما وصفهم به الإعلامي الجزائري " يحيى أبو زكريا " عندما سماهم" مجانين الاسلام" .
أعود لأذكر بقول السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال" أنا والجميع نتمنى أن تنتهي هذه الأزمة بأسرع ما يمكن" .ولكن الواقع بأن جيشنا الباسل يخوض حربا كونية - لا حرباً على اضطرابات داخلية - وجيشنا اليوم يواجه دولاً - لا أفراداً
جيشنا اليوم يواجه جيوشا مدربة ومسلحة بأحدث أسلحة حلف الناتو, اسلحة لم تستخدمها جيوش الناتو حتى اليوم إلا في الحرب على سوريا
جيشنا الباسل اليوم يواجه خططا حربية أعدتها وكالات الاستخبارات العالمية لأقوى جيوش الشر في العالم أمريكا واسرائيل والاتحاد الأوربي والتي توفر للمرتزقة كل ما يحتاجونه بدءا من الطلقة وصولا إلى صور الأقمار الصناعية وكل المعلومات التي تتوفر لهم و لدول الجوار المشاركة في الحرب على سوريا فعلا لا قولا .
جيشنا الباسل اليوم يواجه حربا إعلامية لا تقل خطورة عن الحرب الجارية على الأرض تقود هذه الحرب أشهر وكالات الأنباء العالمية و محطات فضائية تم تجهيزها وإعدادها لهذه اللحظة , فباتت ليل نهار تضخ الأخبار الكاذبة عن مسار الأحداث
واتهام الجيش العربي السوري العقائدي بكل صنوف الاتهامات الظالمة و الكاذبة .
مقومات النصر السوري على هذه الحرب الكونية بجيوشها و إعلامها تتمثل بمفردات غنية مكنت سوريا من المواجهة وصد هذا السيل الجارف تمهيدا للانتصار القريب عليه وهذه المفردات هي :
1- الشعب السوري العظيم الذي أدرك المؤامرة وأسقطها
2- الجيش العربي السوري العقائدي والذي تم أعداده وتدريبه للدفاع عن سيادة سوريا , و استعداده الدائم للتضحية لحماية الأرض و العرض
والذي سطر أروع صور البطولة والشجاعة والإقدام , فهزم جحافلهم على الأرض واقترب من إعلان النصر على الحرب الكونية التي أرادت هزيمته
3- الإعلام السوري الشريف والصادق الذي نقل الحقائق وفند الأكاذيب و ساهم برفع الروح المعنوية للمواطن السوري فكان بحق دعامة من دعامات النصر .لكل ذلك أقول جازما بأن النصر السوري قادم , رغم شراسة الهجمة وسيكون هذا النصر نصرا على دول كثيرة ساهمت و مولت و شاركت وسيندحر المعتدون عن أبواب دمشق.وسيكون شريكنا في هذا النصر كل الدول التي دعمت مواقفنا ودافعت معنا عن سيادة واستقلال سوريا .
\\ ابوغاتح \\