غزة المحاصرة تحاصر اسرائيل :

غزة المحاصرة تحاصر اسرائيل

غزة المحاصرة تحاصر اسرائيل : 108381

20 12 الثلاثاء ‏، 20 تشرين الثاني‏،

أوقات الشام

أثبتت الأحداث الأخيرة في غزة ، التي لم تتبلور اهدافها النهائية حتى اللحظة ، ان قوة «إسرائيل» صنيعة الذهنية العربية المتخاذلة، وصنيعة الانظمة العربية المتواطئة ، والوليدة الشرعية لقيادات امعنت في العمالة ، حتى باتت العمالة وجهة نظر .بعد حرب تموز 2006 التي ربحتها المقاومة في لبنان عسكريّاً، وخسرناها سياسياً ، وبعد عملية الرصاص المصبوب التي شنتها «اسرائيل» على غزة في ما بعد . وبعدما اكدت المقاومة الفلسطينية في غزة الآن جهوزيتها وفعاليتها . علينا ان نطرح الاسئلة ، بل التصور التالي :
ماذا لو كانت المعركة الحالية على جبهات ثلاث : المقاومة في غزة وعمقها سيناء ، والمقاومة في لبنان وعمقها سورية ، والمقاومة في الضفة الغربية ،على غير نهج محمود عباس والسلطة ،بعمقها الاردني والعراقي ؟
ماذا لوكانت الاموال النفطية العربية توظّف في هذه المقاومات وشعبها بدلا من ذريها على الرعاع والمرتزقة وأبناء الشياطين لتدمير قلعة المقاومة في سورية ؟
ماذا لو كانت الجامعة العربية جهاز ربط وتنسيق بين القوى والقدرات بدل ان تكون آلة لحياكة المؤامرات والدسائس ، واداة تنفيذ لمشاريع اقزام الخليج ؟
قد تطول الاسئلة والاجابة واحدة ، اننا لسنا اصحاب قرار ، ما دام سوس التبعية ينخر في جسد الانظمة والقيادات ، يعطل العقل والوجدان ويلغي فعل الوحدة القومية والكرامة الوطنية . باختصار ان ما بناه الخارج لا يمكن ان يراكم عليه الا لمصلحة هذا الخارج . فجامعة الكيانات العربية هي وليدة السياسة البريطانية لإجهاض مشاريع الوحدة التي كانت مطروحة آنذاك . وحركة الاخوان المسلمين المعوّل عليها هذه الايام نظّمت في الدوائر الاستخبارية الانكليزية ، ولم تزل جذورها تستمد لها الغذاء من تلك الدوائر . وان مشيخات الخليج وممالكها وإماراتها تدين لانكلترا في وجودها وبقائها .
عندما ورثت الولايات المتحدة التركة الاستخباراتية (الاستعمارية) من النفوذين البريطاني والفرنسي، طورت هذه التركة لتصبح اكثر طواعية في يدها لاستمرار نهبها ، وتأمين وجود السرطان « الإسرائيلي» كحالة للابتزاز المادي والمعنوي .
من هنا نستطيع قراءة الدور القطري ،هذا المخلوق غير المؤسساتي الصغير المتدخل في كل شاردة وواردة على حساب دول لها كيانها التاريخي والحضاري . والدور السعودي الوهابي العشائري الذي لم يرتق في تاريخه ليصبح دولة . ومن هنا نستطيع رؤية القاعدة سليلة حركة الاخوان المسلمين ودورها المشبوه من افغانستان الى العراق الى سورية واليمن هي الشكل المستحدث لتأمين رأس حربة المشروع الاميركي .المعركة الدائرة في غزة الآن هي ثمرة جهود الأبطال المقاومين ، بغض النظر عن بعض قياداتها السياسية الضالعة في الانتهازية والتبعية . المقاومة في غزة الآن طاولت صواريخها الخطوط الحمراء «الإسرائيلية» والأميركية ، وباستطاعتها مع قليل من الدعم ان تقيد سلاح جو العدو ، وباستطاعتها ان تدمر تقدمه البري، وبالتالي قادرة على معالجة الاهداف العسكرية والمنشآت الحيوية وتحشداته قبل خروجها الى المعركة.
المقاومة في غزة الآن اثبتت بما لا يقبل الشك انها وضعت حدا للغطرسة والعربدة الإسرائيلية ، وخطاً احمر لمناورة العدو و قدراته العسكرية .وانها استطاعت ان تربك جبهته الداخلية ، ووضعت كل مناوراته على هذه الجبهة هباءً منثورا . وأثبتت ان منظومة الاسلحة الحديثة من القبة الفولاذية الى معطف الريح هي منظومات حرب نفسية اكثر مما هي اسلحة فعالة في مواجهة ارادة القتال .وأن مراكز الحكومة والكنيست ورئاسة الاركان وحتى منازل الوزراء تقع تحت مرمى الصوارخ الجاهزة لضربها كأهداف مشروعة .واثبتت المعركة في غزة ، هشاشة دور السياسيين العرب الموفدين من قبل الادارة الاميركية لتحقيق وقف اطلاق النار ، بهدف التفاف هذه الادارة على النتائج الميدانية للمعركة، وبالتالي انكشاف ضعف الكيان الصهيوني امام ارادة القتال . ان استمرار القتال في غزة سيدفع الكيان «الاسرائيلي» الى طلب النجدة من الولايات المتحدة الاميركية واوروبا واخوانه العرب ،لفك الحصار العسكري المضروب ، من قبل المقاومة في غزة ،ومن قبل المقاومة في لبنان ، ومن قبل المقاومة التي ستنبعث من جديد في الضفة الغربية .وفي الختام نقول لقوى«14اذار» ومن لفّ لفّها في لبنان : لن تنفعها بعد الآن مواسم الحج الى «اسرائيل» وأتباعها ؟؟؟

ابوفاتح \\

» مسؤول عسكري ايراني : سنمطر اسرائيل بالصواريخ في حال ضرب سورية...
» أمن سورية .. أو دمار اسرائيل
» مرسي وافق على مساعدة اسرائيل بالتجسس على غزة
» ماذا تريد اسرائيل من الاوضاع في سوريا
» نصر الله: أحداث الجولان تفضح التزام أميركا أمن اسرائيل