المجلس الوطني السوري : مجلس بلا وطن :..
بقلم: بلال فوراني
دام برس
حين يكون الحمل عسيراً في أولى الشهور على المرأة الحامل , تصير فكرة إنجابها فكرة كابوسية تعيشها كل لحظة خاصة أنها تتوقع الاسوأ عند المخاض , ولكن أن يأتي المخاض فارغاً أشبه بالمخاض الصوتي بعد الوحام
الفاحشّ , ثم يستمر وهم أحلامها بولادة الفارس العربي من وراء حملها ما يقارب السنتين , وفي نهاية العذاب هذا تلجأ الى شيخ طريقة قطري كي يعمل لها عمل , ويفك عنها عين الحسد والفشل , ويلبسها حلة جديدة ومسمى جديد ويرش عليها زعفران الرضا والقبول , ثم تتأمل أن يتمخض هذا الحبلّ الجديد عن شيء لا يمت للأصوات المزعجة جراء احتقان الغازات الكريهة في داخلها , هذا ما أسميه عشم ابليس في الجنة على رأي أخوتنا المصريين الكرام .وعلى ما يبدو أن مقولة الرجل المسنّ التونسي العجوز الذي ابتدع شعار الثورات << هرمنا هرمنا >> قد طالت لعنتها مجلس اسطنبول , وهرم هذا المجلس وبدأت مفاصله ترتخي ولم يعد فيه القدرة على العطاء الاعلامي أو حتى السياسي , وسعاله المبحوح صار مستنكرا حتى من ضيوف الرحمن الذين استقبلوهم , لقد هرم هذا المجلس وتستطيع أن تقول أنه تعفنّ أكثر مما هو معفنّ في أصل الأمر . لقد هرم ولم تنفع معه كل الاسعافات الأولية التي دفعت ثمنها بلاد الحجاز ودويلة الغاز , لم ينفع معه كل الشحنات الكهربائية كي تنعش قلبه المتباكي على شعب سوريا , لم تنفع معه حتى الدعوات له في مساجد دمروها مسبقا ولا اشعال الشموع في كنائس نهبوها وسرقوها. وهنا بدأت العمليات التجميلية تأخذ دورها في تشريح جسد هذا المجلس , وبدأت المباضع السياسية تلعب دورها في ترميم الجلد الذي اهترأ , وشدّ الخدود وترقيع الوجه وسحب الدهون , لأنه من غير الطبيعي أن يتم التلاعب بأسماء الأبطال دون الاستغناء عن بعض فقرات التهريج التي أرهقت المجتمع الدولي من الضحك المبكي , ومن غير الطبيعي أن لا يلعبوا على حبل الأقليات بعد أن كان رأس هذا المجلس سني ثم صار كردي والآن بحمد الله صار مسيحي , ويبدو أن الفقرة القادمة من مسلسل أفواه وأرانب سيتمخض عن رأس حربة جديد قد يكون يهودي . وعليه فان طفل المعجزة الذي سيحلمون به في رأس هذ السنة سيكون مبشراً بميلاد جديد مع أجراس العيد وسيكون المجلس أشبه ما يشبه الشحرورة صباح أطال الله في عمرها .لقد صار لدينا مسخّ جديد ونسخة مشوهة عن فيلم مصنوع بالدم الأحمر , وإعلانات جديدة تواكب مرحلة نهوض هذا المجلس من قبر الاهمال والاستسخاف , وصارت الشعارات أخفّ هجوماً والطلبات أقلّ ثمناً , والوجوه أكثر بريقاً بفعل أدوات المكياج كي تخفي عيوب الزمن وفاتورة الانتظار الطويل. وبدأت مرحلة جديدة سيكون لها عناوين كثيرة ولن تغيب عنها أبدا اسطوانة أم كلثوم التي تقول فيها " أشكيك لمين " , هذا عدا عن المسرحيات الجديدة التي ستطرح هذا الموسم أسماء لم تكن في بالنا يوماً , وستنتعش موجة الانشقاقات الاعلامية وانتفاضة الفنانين وغضب بعض الأقلام المأجورة. وستكون عنوان هذه المرحلة المرتقبة بكل تأكيد وبدون أي مبالغة أغنية شيخة الغناء العربي هيفاء وهبي " بوس الواوا " ..؟؟ هو قالها يوماً << هرمنا هرمنا >> ونحن الآن نقول لهم << قرفنا قرفنا >> , وحالة الاقياء منكم صارت ملازمة لنا في كل ظهور لكم وبكل خطاب تنهقون به وبكل كلمة هوائية تنفخونها في وجوهنا , لقد قرفنا من أحلامكم التي ملؤها الأطماع ولونها لون الدماء وحجمها أكبر من حجمكم , لقد فعلتم تماما كما فعل الضفدع حين رأى الثور وظن أنه اذا نفخ نفسه سيصير مثله وكانت النتيجة كما تعرفون حالة انفجار فظيعة , مثل الحالة التي تعيشونها تماما إلا أننا نحن من ننفجر من الضحك عليكم وأنتم تقومون معنا بالواجب أيضاً فتفجرون أرواحنا وأجسادنا وتفجرون بيوتنا ومحلاتنا حتى انفجرت منكم مرارتنا . لقد قرفنا منكم ولم تعد أكبر عمليات التجميل تجملكم في عيوننا , وكل مساحيق الكذب التي تضعونها على بياض كلامكم لن تخفي سواد قلوبكم , وكل صلاتكم ودعائكم وكل الأموال المجيشة من ورائكم لن تجعلنا نرضى عنكم . كيف نرضى بمن رضيّ لنا الموت والذل والهوان , كيف نرضى بمن رضيّ لنا الحصار وتكالب الأخوة علينا , كيف نرضى عمن رضيّ على نفسه تقبيل الأحذية وبيع شرفه على عتبات حدود أرضنا , كيف نرضى عمن رضي سفك دمائنا وقتل أبنائنا لأجل مقطع رخيص تبهرون به قنواتكم المحرضة , بكل اختصار وباسمي وباسم الشعب السوري الشريف أقول لكم كيف نرضى عمن رضيّ على نفسه الدياثة ..؟؟ على حافة الوطن
ما يدعو للسخرية حقاً أيها السادة إصرارهم والحاحهم الشديد على تسمية عصابتهم باسم مجلس . فكنا بمجلس المرحوم ( اسطنبول ) وصرنا بمجلس
( الدوحة الممسوخ ) وهنا السؤال الذي يضحكني ..
كيف يسموه مجلس وطني وهم يجلسون خارج الوطن ..؟؟
\\ ابوفاتح \\