سورية.. وطـــن العيــــد ...

سورية.. وطـــن العيــــد ...

للأمس القريب وقبل وصول طيور الظلام إلى وطني قبل عامين كنا نعيش أحلى الأعياد والمناسبات كنا نغني ليلة العيد لأم كلثوم وصباح اليوم
التالي نذهب لصلاة العيد ثم نتناول طعام الفطور مع كل أفراد العائلة ولاحقا، يبدأ مشوار المباركة للأهل والجيران والاصدقاء وتناول كعك العيد ومشتقاته فضلا، عن أخذ الأطفال إلى ساحات اللعب واللهو بكل أرجاء المناطق السورية وو...إلخ .‏
أما اليوم يحل علينا العيد بالثوب الأسود حيث إن ذكرى الشهداء تملأ كل مكان بوطننا وطيور الظلام هجرتنا من بيوتنا وقرانا الآمنة لتمحي ثقافة المحبة وتكرس محلها ثقافة الموت والتقطيع والمجازر فضلا، عن تحويل ساحات لعب الأطفال إلى متاريس يمكث بها المجرمون مع مرتزقتهم من تركيا والسعودية والباكستان وقطر .. والقائمة تطول .. لمقارعة الجيش العربي السوري أو خطف الناس والاعتداء عليهم وعلى أعراضهم وأولادهم .‏ في العيد وبغير العيد قبل وصول خفافيش الظلام كانت سورية هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة ، آلاف من ‏السيارات والبشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا تستطيع أن تدركها أو ‏تفهم آلية عملها ولكنها في النهاية تعمل ، تمتزج ، تتحرك ، وتنفصل وتتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب السهر ، ‏وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى يطفئها الفجر ‏الذي يعلنه صوت الآذان‏ ؟ قبل ثقافة الإرهاب المستوردة كانت سورية فيروز الصباح و « سيرة الحب » في ليل دمشقي طويل
أو ‏موال شجي عتيق على أنغام قدود حلبية وأهازيج جميلة‏ كانت سورية جلسة حول « بحرة » في دار قديم تجمعنا « قرقعة » اركيلة ، ‏عشقناها وهي ترسم تنهيدة ألم في الهواء ، هي عدوى الضحك على طرفة ‏‏ تنتشر بين الأصحاب وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا ‏بالمكان والزمان.‏ قبل هؤلاء التكفيريين المرتزقة سورية كانت هي المحجبة والسافرة تعيش في بيت واحد ، وطبخة « شاكرية» على ‏مائدة كريم دعا إليها كل الجيران ، مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على ‏النعمة ويدعون أن يحفظها من الزوال.‏ سورية قبل هؤلاء كانت نزعة طفل للتسرب إلى الشارع واللعب مع أولاد الجيران ، هي ‏رائحة « الطبيخ » تفوح عند باب كل دار وقت الغذاء، وجلسة دافئة لأفراد ‏العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة باردة.‏ هي الحارة والأصحاب ، المدرسة والطريق الذي تسكعناه مئات ‏المرات ، هو الطاولة التي درسنا عليها والغرفة التي تشاركنا بها إخوة ‏وأخوات ، هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التي تضاءلت ‏، هي الذكرى التي تجمعنا في الماضي والأمل بلقاء في المستقبل قد لا ‏يكون.‏ هي الحب القديم ، هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة ، هي ‏الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في النفس حرق لذيذ ، ‏هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن يتكرر ، هي الحياة التي انتزعناها من ‏عمر مضى واحتفظنا بها مجرد ذكريات.‏ هي ضحك ، بكاء ، مئات الكلمات ، أحاديث وصور تبعثرت في ذاكرتنا ‏يستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا أمل لنا في اللقاء.‏
قبل الإرهاب كانت سورية أيام عشناها في وطن .. نخاف أن يضيع ، لأن سورية هي ‏الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق سواه ، سورية هي الماضي الذي ‏منه ولدنا وعلينا أن نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا فيه‏ سورية بلا ثقافة الظلاميين كلمة عندما نسمعها ، تشتعل قلوبنا بالمحبة ، وتدمع عيوننا الحائرة ‏فرحا وحزنا ، وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة ..أحبك .‏
واليوم وفي ظل العيد الكبير أقسم رجال الله أسود سورية الأشاوس رجال الجيش العربي السوري على أن يعيدوا لسورية فرحتها وبهجتها وللأطفال ساحات اللعب والضحك واللهو وأن يقلعوا تلك المتاريس من جذورها وليعيدو الأمانة القذرة إلى أصحابها الأقذارلتعود سورية وطن العيد .. ولتعود كلمة " كل عام وأنتم بخير وكل عام وسورية بألف خير .‏

\\ ابو فاتح \\

» روسيا وفرنسا: لن نسمح بتقسيم سورية ...هولاند: نريد حواراً منفتحاً في سورية
» المعلم لـ كيمون : ماقدمته سورية للفلسطينيين لم تقدمه اي من الدول المضبفة ....سورية حذرت من خطورة زج الفلسطينيين بالأزمة -
» الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع لدام برس : سقوط مجلس اسطنبول بات قريباً ووقوف الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بجانب سورية بات أقرب. والأمور منتهية في سورية مع بداية السنة الجديدة
» سورية غير..!!؟؟
» نصر سورية ''