السؤال الحزين ( معاُ على الطريق )

السؤال الحزين

معاً على الطريق

الاثنين 23-9-2012
أنيسة عبود

أيها الحزن كيف عرفت الوصول إلى بيتي ؟

أنا لا أسكن القصور ولا حارات النجوم ولا بالقرب من المسؤولين..فكيف استطعت المرور في المنعطفات والمفارق ؟‏ كيف اجتزت الحقول وشوك الديس والطيون وعرفت باب بيتي المنسي بين الغار والزيتون وشجيرات العليق؟ كيف تسللت بين الحكايات وتقمصت وجه الذين غابوا والذين سافروا وقرعت الباب وفي يدك عناوين ضاعت مني وعناوين نسيتها على رفوف أصدقاء.. كانوا أصدقاء.. واليوم لا أدري أين صاروا أو أين يقفون؟ هل هم في البلد أم خارج البلد؟مع أنه باستطاعة المرء أن يسافر وهو في داخل البلد..ويمكن له أن يكون في البلد وهو خارج الحدود وخارج الحصار.‏ أنا في سورية، لم أسافر ولن أسافر.. أنا لا أترك بلدي في المحن وهي التي ربتني وعلّمتني وأعطتني هويتي.. أنا منتمية لهذه الأرض ولأوجاعها، لا أقبل أن أتحول إلى لاجئة ولا أرضى أن أتسول على أبواب الذين يذبحون وطني.. سأعيش الحصار والألم والنضال كما يعيشه كل سوري..‏ هكذا أجبت عن سؤال الروائية والوزيرة السابقة الدكتورة زهور ونيسي من الجزائر الشقيق.. فوجئت بصوتها الحنون وهي تسألني أين أنت؟ تلعثمت وحشرج صوتي لأن دمعة سبقتني إلى الرد عن سؤال يأتي من مناضلة عربية ومثقفة كبيرة كانت رفيقة درب جميلة بوحيرد في مقاومة المستعمر الفرنسي الطاغي.‏
سألتني بحزن.. كيف حال سورية ؟‏ زهور !! تعرف سورية جيداً..لقد التقينا في دمشق حين كانت دمشق تنعم بالأمان والرخاء والمحبة.. وتعرف الشعب السوري العظيم وتعرف ياسمين الشام وجبل قاسيون الشامخ على الرغم من الألم.. لكنها قلقة وتريد أن تطمئن على قلب العروبة النابض.‏ غصّت روحي وبكيت.. قلت لها سورية حزينة ومجروحة, والعربان يحملون السكاكين لذبحها من الوريد إلى الوريد.. سورية الصامدة المحاصرة يحاصرها العربان والغرب اللعين وذاك السلجوقي المتوحش.. سورية تنزف والمثقفون العرب يتفرجون ودعاة الحرية غافلون.. وباسم ربيعهم الكاذب يقطعون لقمة عيشنا ويحرقون مؤسسات شعبنا التي بناها آباؤنا ودفع أجدادنا الدم لتأسيسها..وباسم الدين يذبحون الوطن. آه يا صديقتي.. بلدي ينهار.. واقتصادنا العظيم ينهار.. ومعظم مثقفينا باعوا أنفسهم لحمد تاجر الجمال والنوق.. يحق لكل شريف أن يبكي سورية.. ويحق لكل سوري أن ينتظر يوم الانتقام من الخونة والعملاء والعربان النفطيين.. لقد أعمى البطر عيون الكثيرين.. كنزوا البترول والذهب وباعوا الوطن والشرف بثمن بخس.. لكننا صامدون ومنتصرون.‏ لم يفاجئ كلامي الدكتورة زهور ونيسي.. قالت بأنها تعرف كل شيء.. وتعرف كذب الإعلام العربي وتعرف نفاق العربان.. وأخبرتني أن الشعب الجزائري العظيم يقف معنا. مسانداً وداعماً، وهو الذي ذاق الكثير مما ذقناه على يد العربان وبمال العربان الذين جندوا المتطرفين والعملاء لذبح بلد المليون شهيد. أما عن المثقفين العرب فعبرت عن خيبتها.‏ لم أكن أتوقع هاتف هذه المناضلة حيث أن آخر لقاء بيننا كان منذ سنتين في الدوحة عندما كنا نظن بأن الدوحة دوحة.. كنت أتوقع أن أدباء آخرين من بلاد العرب سيتصلون ويطمأنون على سورية وخاصة الذين كانوا يتشدقون بالعروبة ويناهضون الغرب وينافقون في القضية الفلسطينية.. كم عرج بعضهم على سلالم هذه الادعاءات وكم حاضر وقبض وكرّم.. لكن دم سورية كشف زيفهم وزيف السوريين المنافقين الذين تركوا الشعب السوري في ألمه ومواجعه وهاجروا مدعين النضال ( والثورجة ) الكاذبة.. لقد عاش بعض مثقفينا مدللين في البلد من السلطة ومن أهل البلد ولكن في أول انقطاع للدلال ولتيار الكهرباء والمال سافروا.. هربوا.. وتركوا شلال الدم السوري يتدفق.‏ قبل أن ينقطع الخط بيني وبين المناضلة الجزائرية قالت.. نحن معكم.. نحن مع سورية.. بكيت وقلت لها شكراً للجزائر.. مع أن صوتها أعطاني دفعاً ورضا وأكد لي أن الحق سيظهر ولو بعد حين وأن الدنيا لا تخلوا من الشرفاء، مهما كذبت الجزيرة ومهما زمجر إعلامهم الفاسق.. (( دمنا لن يذهب هدراً دمنا سيصل إلى رقابهم ليخنقهم. وسننتصر )) ( ولو كره الكافرون ).‏ والنصر لنا إن شاء الله
سورية الله حاميها

\\ ابو فاتح \\

» السؤال الأول لمصر وحماس
» لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟؟
» الطريق الى تل أبيب .. برنامج الأسد الانتخابي عام 2014