خوّان المسلمين--- نشأة مشبوهة

أخذت القوى الإستعمارية التي هيمنت على الوطن العربي بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب الكونية الأولى تفتش عن الوسائل الناجعه لكبت حركة التحرر الوطني والقومي التي أخذت تنمو كتيار قوي على الساحة العربية , وللإبقاء على عوامل التجزئة والتخلف والجهل في هذا الوطن, فوجدت ضالتها المنشودة في قوى البرجوازية والعشائرية والإقطاع, كما أدركت- وعلى رأسها بريطانيا- - أهمية توظيف العامل الديني في لجم التطلعات القومية والتحررية لأمتنا العربية, من خلال رفع شعارات برّاقة تجذب إليها البسطاء والسذج عبر التستر وراء الدين.
ومن هنا جاء اهتمام المخابرات البريطانية في العشرينيات بطالب مصري طامح من طلبة الأزهر ينحدر من طبقة محافظة يدعى حسن البنا الذي عرف عنه تعصبه وتزمته الديني, واتصاله ببعض الحركات الدينية الباطنية, وعداءه الصريح للثقافة والعلوم العصرية ودعوته لمحاربتها بحجة أنها تشوه الدين وتقود إلى الضلال, فأخذت تتصل به وترعاه, وتعده لخدمة السياسة البريطانية في المنطقة.ونتيجة لذلك وفي مطلع عام 1928قام حسن البنا مع بعض اصحابه ومريديه بتاسيس جمعية الشباب المسلم في مدينة الإسماعيلية( قريباً من مقر قيادة القوات البريطانية آناذاك), والتي انقلبت فيما بعد إلى ما سمي ((جماعة الإخوان المسلمين))
بدأت فكرة الإخوان المسلمين تتسرب إلى سوريا عن طريق الطلاب السوريين الدارسين في مصر, وخاصة في جامعة الأزهر. وفي عام 1937أصبح لهذه الجماعة عشرات الأنصار في جامعة دمشق وخاصة في كلية الشريعة, وكانوا في تلك الفترة مرتبطين مع التنظيم في مصر.
في البداية لم تسمح لهم الظروف السياسية بتشكيل فرع للجماعة في سوريا, فقاموا بتأسيس بعض الجمعيات والنوادي بأسماء مختلفة مثل : جمعية الشباب المسلم في دمشق ___نادي الأرقم في حلب ___ جمعية الإخوان المسلمين في حماه ___جمعية الرابطة في حمص_ دار الأنصار في دير الزور جمعت كلها فيما بعد تحت اسم (شباب محمد) وكان مركزها الرئيسي في حلب.
في عام 1946قام حسن البنا المرشد العام للإخوان بزيارة سوريا
في عام 1949 توحدت كافة الجمعيات والنوادي المذكورة آنفاً في جمعية واحدة تحت اسم (جمعية الإخوان المسلمين) ... وأخذ دور هذه الجماعة يبرز في الحياة السياسية السورية في آواخر الأربعينيات خاصة بعد أن خاضو معركة الإنتخابات البرلمانية وتمكنوا من إيصال بعض النواب إلى البرلمان وقد استمر هذا الدور يأخذ أبعاده وبأشكال مختلفه حتى قيام الوحدة بين سوريا ومصر ..1958....
لقد أريد لهذه الحركة منذ نشوئها أن تكون حركة شعوبية رجعية فاشية تشكل تياراً نقيضاً لحركة التحرر و التقدم العربية, وتعمل على محاربتها واجهاضها بشتى الطرق والأساليب الأمر الذي يلقي لنا الضوء الكاشف على جذور فكرها السلفي الرجعي المتحجر, وعلى ممارستها التطبيقية لمنهجها الطائفي التعصبي الحاقد والمتخلف.
ومن أهم الأسس الفكرية والأديولوجية التي تعتمدها::::
1- اجهاض العقيدة القومية العربية والفكر القومي العربي
2- التصدي لفكرة الوحدة العربية والدولة العربية الواحدة في المشرق والمغرب
3- ترسيخ الجمود والتحجر في الوطن العربي
4- محاولة جعل الإسلام نقيض للعروبة وبالتالي ضرب مبدأ العروبة والقومية بحجة الإسلام والدين
5- العمل على تكريس وغرس الطائفية الدينية الفاشية / من خلال احتقار كل الطوائف الأخرى / وذلك على مبدأ النازية الهتلرية التي كانت تقول ( إما أن تكون معنا أو تموت)
6- العمل على عزل العرب عن مؤثرات الحضارة الغربية- علمياً – ثقافياً – صناعياً – اجتماعياً
7- تحقيق مبدأ الإرتباط بالغرب سياسياً والإنقطاع عنه حضارياً
8- محاربة كل الأفكار والنظريات العلمية والإشتراكية
9- نشر تيار فكري ثقافي سياسي اجتماعي معاد للقومية العربية والتقدم والمعاصرة
10- معاداة ووضع مختلف العراقيل أمام التنظيمات السياسية الجماهيرية الملتفة حول شعارات الثورة العربية المعاصرة , وفي طليعتها حزب البعث العربي الإشتراكي.
مما يدل على أن هدفهم العام تكوين جو عام في الوطن العربي يسوده التخلف والإضطراب والتفرقة وتهيمن عليه الأفكار الجامدة وغير الواقعية ويساعد بالتالي على ترسيخ الوجود الأجنبي في الوطن العربي.
بنائها التنظيمي اقتبسته من مصادر عديدة نذكر منها – الحركات النازية الفاشية – الحركة الماسونية – خبرات بعض أجهزة الإستخبارات الأجنبية وخاصة البريطانية , وبذلك جاء تنظيمهم في مراحله المختلفة على درجة عاليه من الدقة والتعقيد والسرية , بما يتلائم مع الأهداف الخبيثة التي يعملون لتحقيقها والظروف التي يعملون بها...........................................................................................................................
باشرت هذه العصابة المجرمة بتنفيذ الدور المرسوم لها اعتباراً من عام 1976باغتيال الدكتور محمد الفاضل رئيس جامعة دمشق ثم توالى مسلسل أعمالها الإجرامية والتخريبية حتى سحقت مؤامرتها القذرة بعام 1982.

مشكور صديقي على المساهمة الهامة