مايا عضو ذهبي
عدد المساهمات : 691 تاريخ التسجيل : 25/04/2011 العمر : 31 الموقع : SYRIA العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: العقل عند انطباق الأجفان الأربعاء 4 مايو 2011 - 18:08 | |
| لعقل عند انطباق الأجفان
لقد نحت الطريقة العصرية لتفسير الأحلام , نحواً هاماً باتجاه العلوم الطبية المحسوسة في عام 1952 , و ذلك عند اكتشاف الباحثين أن أحلام الإنسان لا تقع إلا أثناء مروره في مراحل نومه , بمرحلة " حركة العين السريعة " ( REM) .موقع طرطوس.كوم
فمنذ زمن ليس بالبعيد كان كثير من الناس يعتقدون جهلاً , بأن الأحلام ليست سوى رسائل من المجهول بل إن كثيراً من حضارات العالم البدائية ما تزال حتى يومنا هذا تؤمن بأن الأحلام تنبئ بما سيقع في المستقبل . أي أنه لو رأى إنسان في نومه قبل مئات السنين أنه يرى من نافذته جمعاً غفيراً , ثم أنه , بدون وعي أو توقع , يخالط ذلك الجمع و يشاركه بعض الأنشطة و يتعرض مثله لحالة طارئة تبعثر المجتمعين و تشتتهم , لوجد من يفسر له هذا الحلم بأنه ربما كان إنذاراً له ينبهه إلى خطورة عقد أحد الاجتماعات مثلاً .موقع طرطوس.كوم
ولكن كان سيغموند فرويد ( 1856- 1939 ) مؤسس علم التحليل النفسي , حيا الآن لكان قد أفتى بأن مشاعر النائم المكبوتة و أفكاره الكظيمة هي التي أفصحت له عن وجودها أثناء نومه , و أن رغباته السرية تخاطبه عبر حلمه بوساطة أعمال مقنعة بتهاويل الحلم .موقع طرطوس.كوم
فقد كان فرويد يرى أن المعاني الخبيئة خلف سجف أحلام الناس مفيدة لهم , من حيث مساعدتهم في الكشف عن مشاعرهم المخبوءة .
و كان كارل غوستاف يونغ ( 1875- 1961 ) , عالم النفس السويسري يعتقد بأن الأحلام مؤلفة من عناصر شخصية ( ذكريات مكبوتة أو منسية من حياة الإنسان الخاصة ) , و كذلك من عناصر عالمية جامعة ( الأشكال الذهنية التي يتشاطرها الناس بعامة ) . و كان يونغ يرى أن أحلام كل إنسان يجب أن تفسر بمنأى عن تفسير أحلام سواه , بالنظر إلى تباين ذكريات الناس و تجاربهم في الحياة . و كان يونغ أيضاً يعتقد بأن الأحلام ربما كان فيها تكهن بأحداث المستقبل .موقع طرطوس.كوم
مراحل النوم
ينام الإنسان الوسطي حوالي ثماني ساعات كل ليلة والنائمون يظلون خلال معظم ساعات نومهم منهمكين في مرحلة لا حركة العين السريعة (REM) . و في هذه المرحلة من مراحل سكون جفن النائم , تكون موجاته الدماغية وأنشطته الذهنية عميقة بطيئة أشبه ما تكون بإنسان في حالة غيبوبة . و في هذه المرحلة من مراحل سكون الأجفان و عدم تحركها واضطرابها , لا يمر الإنسان بالحلم .موقع طرطوس.كوم
و لكن نوم حركة العين السريعة مختلف جداً عن ذلك . فخلال هذه المرحلة تكون موجات الدماغ عظيمة الفاعلية , و تطرأ زيادة كبرى على نسبة تردد أنفاس النائم و مقدار تدفق دمه و ترتفع حرارة دماغه . كما أن هذه المرحلة تتسم أيضاً بحدوث حركات سريعة مرتجّة لحدقتي عين النائم تحت جفنيه . أي أن النوم في هذه المرحلة شبية بحالة اليقظة .موقع طرطوس.كوم
و في كل ساعة و نصف تقريباً من فترات نومنا , نمر بمرحلة حركة العين السريعة هذه , وفي هذه المراحل تحدث الأحلام . وكل مرحلة من هذه المراحل المتعاقبة تدوم حوالي ثلث ساعة أو يزيد , وهي تحدث حوالي أربع أو حمس مرات في الليلة الواحدة . أي أن الإنسان يقضي ما مجموعه حوالي ساعتين ليلياً , في عالم الأحلام أو الكوابيس ( وقليلاً ما يراها و يتذكرها عند صحوه ) . يحتل النوم من عمر الإنسان قرابة ثلثه . فإذا عمر إلى السبعين , فإنه يكون قد قضى في وديان أحلامه ما يربو على ( 125,000 ) ساعة .موقع طرطوس.كوم
الذنب على الدماغ
إن اكتشاف مرحلة " حركة العين السريعة " من مراحل النوم , وكذلك تسجيل النشاط الكهربي الدماغي , قد حملا العلماء على ابتداع نظرية تتمحور حول الدماغ فيما يتعلق بالأحلام .موقع طرطوس.كوم
فالنظريات التي سبقتها كانت تدور حول تفسيرات فيزيولوجية للأحلام , ولا تجد لها مكاناً في عالم التفسيرات النفسية .موقع طرطوس.كوم
وقد أثار قدر هائل من الأبحاث إلى أن الأحلام قد تأتي نتيجة شارات كهربية عشوائية تتولد في جذع الدماغ . و يتم تلقي هذه الشارات من قبل الأقسام الدماغية التي تتحكم في البصر و السمع و الحركة .موقع طرطوس.كوم
و يستفاد من هذه النظريات الأخيرة أن الأحلام , بسبب هذه الشارات , إن هي إلا محاولة يبديها الدماغ لترجمة هذه الشارات العشوائية لا أكثر من ذلك و لا أقل .
و بناءً على نظرية " التفصيل التكويني " هذه , فإن هذه الشارات تصل عشوائياً إلى مراكز الذاكرة بالدماغ . وتحاول القشرة الدماغية " تفسير " معنى هذا النشاط الكهربي , عن طريق سعيها إلى ابتداع قصة . و بنتيجة هذه المحاولة و ذاك السعي تتولد الأحلام التي لا بد من أن تكون ضحلة جداً .موقع طرطوس.كوم
و يجب ألا يقرأ معنى الحلم بشكل رموز أو رغبات لا واعية مخبوءة .موقع طرطوس.كوم
بل إن الحلم , بدلاً من أن يكون كذلك , ليس إلا نتيجة تحريض و إثارة لمراكز الذاكرة . و فضلاً عن ذلك فإن هذه النظرية تدعي أيضا بأن الغرابة في الأحلام – الانتقال الفجائي من زمان إلى آخر , ومن مكان إلى مكان – هذه الغرابة تكون نتيجة لمحاولة الدماغ تفسير معاني هذه الشارات العشوائية التي تتحدث عنها تلك النظرية .موقع طرطوس.كوم
النظريات كثيرة
من الواضح أن النظريات التي تدور حول الأحلام كثيرة . وتزعم إحداها أن الدماغ أثناء النوم يبرق إلى مجال الذاكرة بالمعلومات الضرورية من أجل البقاء .موقع طرطوس.كوم
و تدعي تكهنات مماثلة أن دماغ الإنسان كالحاسوب أو الكومبيوتر . و عندما ننام يقوم هذا الكومبيوتر بطرح المعلومات التي لا لزوم لها و محوها من " القرص " الالكتروني , و يستبقي المعلومات المفيدة . و هاتان النظريتان كلتاهما تريان أن عملية التنظيم و الخزن التي ترسم مسارها على محاذاة الذكريات الأقدم عهداً , قد تكون هي التي تشكل محتويات أحلامنا .موقع طرطوس.كوم
و لا يفهم من هذا أن الأحلام خلو من المعاني , بل هي على النقيض من ذلك , ( وفقاً لهاتين النظريتين ) يمكن فهمهما على أنها فتح لملفات الذاكرة حديثها و تليدها . لذا فإن بوسعنا ترجمتها على أنها عبارة عن مشاعرنا و ذكرياتنا الحقيقية . موقع طرطوس.كوم
كيف يبدو الحلم
لقد خطا العلماء الطبيون خطوة أخرى إلى الأمام في محاولاتهم فك رموز ما يجري في دماغ النائم . وقد لجئوا في سياق محاولاتهم هذه إلى مغراس التصوير المقطعي لإطلاق البوزيترون (PET) , لاستكناه معلني الأحلام .موقع طرطوس.كوم
ويجري أولئك العلماء , الذين يستخدمون المتطوعين , يجرون دراسات تصويرية مقطعية . فعندما يخلد أولئك المتطوعون في المختبرات المتخصصة , يتولى العلماء الطبيون رصد ما يجري في أدمغتهم .
فإذا ما تبين للعلماء بأن النائمين قد دخلوا حدود مرحلة حركة العين السريعة ( مرحلة رؤية الأحلام ) , فإنهم يحقنونهم و ريدياً , بنظائر مشعة ذات أساس غلوكوزي ( سكر دموي ) . و في هذا الاختبار تقوم الأقسام " النشطة " من الدماغ باستيعاب تلك النظائر ( فالسكر هو أول أغذية الدماغ من حيث أهميته ) . و يعقب ذلك رسم صورة عن طريق المغراس الآنف الذكر , للدماغ الحالم .موقع طرطوس.كوم
ونتيجة هذه الاختبارات تبين للباحثين أن انشط مناطق الدماغ أثناء رؤية الأحلام , هي التي تقوم فيها مناطق الشخصية و السلوك التنظيمي و التخيلي ... أي حيث تتولد الأحلام . وعن طريق الاستعانة بالتصوير المقطعي لإطلاق البوزيترون , قد يتمكن العلماء من اكتشاف ما إذا كان اختلاف أنواع الأحلام , يؤثر على مناطق مختلفة من الدماغ .
إن هذا البحث و أمثاله من الأبحاث الفيزيولوجية , تدل على أن الأحلام تشكل جزءاً هاماً من أجزاء بيولوجيتنا , مما يوحي بأن الأحلام قد تكون شيئاً حيوياً من أجل البقاء . و الواقع أن الأشخاص الذين حرموا من النوم , و بالتالي القدرة على رؤية الأحلام قد أصيبوا بأعراض الزور أو الذهان الكبريائي ( وهو مرض عصابي يتظاهر بجنون الاضطهاد و العظمة و الارتياب بالآخرين ) .موقع طرطوس.كوم
علام يحتوي الحلم
بالرغم من كثرة الأسئلة الحائرة التي لا وجود لأجوبة عنها فيما يتعلق بالأحلام , فإن العلماء لا يجهلون كثيراً من النواحي الخاصة بها .
إنهم يعرفون مثلاً أن كثيراً من أحلامنا يحتوي على رؤى من أفعالنا و أنشطتنا الأخيرة و الأفكار التي راودتنا مؤخراً .موقع طرطوس.كوم
و هذا هو السبب الذي يجعلنا عندما نقرأ ذات يوم أو نشاهد أو نفكر بحدث ما , يجعلنا نحلم بتهاويل و صور و مواد تتعلق بما قرأناه أو شاهدناه أو فكرنا به منذ ساعات خلت : فهل معنى رؤيتنا لتلك الأحلام أننا نتوق إلى مشاهدة تلك المرئيات في دنيا الواقع , أم أن معناها أن النبضات الكهربية الدماغية في تلك الليلة قد فتحت " ملف " أحدث الذكريات ؟موقع طرطوس.كوم
وإن ما قد يؤيد هذا القول ما نلاحظه من أن الأشخاص المصابين باضطرابات عاطفية أو الذين يمرون بتجارب مسببة للرضى العاطفي , تراودهم مراراً الأحلام التي يظهر فيها على الدوام نفس الموضوع . و في أكثر الأحيان تكون الأحلام عن هذه التجارب المؤلمة عبارة عن كوابيس مفزعة .موقع طرطوس.كوم
و بالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال أكثر أحلاماً من الكبار , كذلك فإن احلام الإنسان تقل مع تقدم سنه . و المرضى و الواقعون تحت إرهاق عاطفي شديد , أكثر رؤية للأحلام من معظم الناس . كما يروا في نومهم من الأحلام المخيفة أكثر من المعتاد .موقع طرطوس.كوم
و بغض النظر عما يدين به الانسان من نظريات حول سبب الأحلام و معناها , سواء أكان من أنصار فرويد أم من أنصار نظرية التنشيط الدماغي , فإن هنالك اعتقاداً وطيداً بأن الأحلام يمكن أن تساعد على فهم أمور حياته . موقع طرطوس.كوم
هل تذكر حلمك ؟
إن من أكثر الأمور مدعاة للحيرة في أمر الأحلام , أن من أصعب الأمور إن يتذكر الشخص , إلا فيما ندر , الصور و الأحداث التي يحلم بها . بل إن هناك أشخاصاً يؤكدون انهم لا يحلمون قط . و الواقع أنهم رغم نكرانهم لها , فإنهم يحلمون حقاً و لكنهم لا يتذكرون .
ولبعض الباحثين تفسيراتهم حول الأسباب التي تُنسي الحالم حلمه . و هم يقولون في تفسير ذلك : إن من السهل معرفة سبب ضياع الأحلام ( الغالبية العظمى منها طبعاً ) عند الاستيقاظ من النوم :موقع طرطوس.كوم
فمناطق الدماغ التي تنشط عملية الاحتفاظ بالرؤى و الصور , هذه المناطق " تطفأ " . و هو نفس ما يحدث عندما يكون الشخص النائم عادة عاجزاً عن تحريك يديه و رجليه بصورة طوعية . موقع طرطوس.كوم
ومن هنا فإن الطريقة الوحيدة لتذكر الحلم هي أن يستيقظ النائم أو يُوقظ في منتصف فترة انغماسه في الحلم . ومن هنا نلاحظ أن الانسان الحالم إذا أيقظه صوت المنبه مثلاً على حين غرة , فإنه يستيقظ و في ذاكرته كثير من الصور و الأحداث التي كان يراها في حلمه . ولكن ما أمر النوبات الثلاث أو الأربع الأخرى ؟ ( مراحل الأحلام الليلية أو مراحل حركة العين السريعة ) . هل بوسع النائم أن يتذكر أيا منها ؟ أغلب الظن أنه غير قادر على تذكرها , إلا إذا أوقظ من رقاده بغتة أثناء انغماسه في أحد الأحلام .
ما معنى الأحلام
أما فيما يتعلق بالمعاني التي تنطوي عليها الأحلام فمن السهل أن يكون الباحثون على صواب في أمر تلك المعاني ... لأن من الصعب إثبات عكس ذلك ! و إلى أن تتضح الصورة بدون لبس فإن النظريات حول معاني الأحلام ستظل كثيرة حتى ليجوز القول أحياناً إن فرويد كان مصيباً و كذلك الباحثون العصريون عن معاني الأحلام – كلهم يمكن أن يتصف بالصواب , إلى حين .موقع طرطوس.كوم | |
|